للإتصال بنا إضغط في هذه الوصلة

أجوبة الشيخ في منبر التوحيد

كتب الشيخ في المنبر

آخر التدوينات

المواضيع الأكثر قراءة

احصائيات المدونة

أحوال الطقس في مدينة عنابة

******************************** الجديد ***********************************



سؤال   :
شيخ بارك الله فيك
انا بنت جزائرية أريد المكوث في البيت ، إلاّ أنّ والديّ لم يردا تزويجي من أخ موحّد ، فإنتقلتُ الي الجامعة الإسلامية للدراسة .
فهل يجوز لي طلب العلم الشرعيّ من مشايخ يُخالفون التيار الجهادي سواء من أهل التثبيط أو الموالين للنظام .
و بارك الله فيك .

السائل: salafia

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله أنّ العاقبة للمتّقن و أن لا عدوان إلاّ على الظّالمين .

أمّا بعد : أمور نريد إستفسارها من السائلة حتّى نستطيع معرفة حالها ، من ذلك هل يتطلب دراستها السفر  و من ثمّ الإقامة في الإقامات الجامعية ؟ ، و هل الدراسة هو تحت ضغط الوالدين أم أنّها أرادت الدراسة من باب الفرار من ضغط الوالدين إذ منعاها الزواج ؟ و هل منعها الزواج سببه إلتزام الأشخاص الّذين يتقدّمون لها ، أم لمنهجهم كونهم من أهل التوحيد إذ يُنبزون في الجزائر بأنّهم تكفيريون ؟ ، هذا كلّه يساعد في الجواب ، و على كلّ حال نحاول تجلية بعض الأمور لعلّها تُساعد الأخت الكريمة .

/ أوّلا : أذكّر الأخت الكريمة بقول الله تعالى : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً " ، فتقوى الله سبحانه بفعل ما امر و إجتناب ما عنه نهى و زجر هو مفتاح الفرج و هو عنوان سعادة الإنسان في الدنيا و الآخرة ، و بقدر تقوى المرء يكون الفرج و تكون السعادة في الدّارين ، فلتحرص الأخت على تقوى الله سبحانه ، و أن تكثر من دعاء الله سبحانه فبيده ملكوت كلّ شيء ، "وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " .

/ ثانيا : روى الترمذيّ في جامعه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : إذا خطب إليكم من ترضون دينه و خلقه فزوّجوه ، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض .

فعلى الوالدين أن يحرصا على سعادة بنتهما في الدنيا و الآخرة ، و أن يتقيا الله سبحانه فيما إستودعهم و ليعلموا أنّهم مسؤولون يوم الوقوف بين يدي الله عزّ في علاه ، فإنّ من أفضل ما يختار الوالدين لبنتهما هو ما أخبر به النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ؛ من ترضون دينه و خلقه ، ثمّ على الأخت أن تفتح حوارا هي بنفسها مع والديها أو أن توكل الأمر إلى احد أفراد عائلتها ممّن له كلام مسموع عند الوالدين ليفتحوا حوارا جادّا في هذه المسألة ، و ليعرفوا السبب الحقيقي لمنع الوالدين من تزويج ابنتهما و يحاولوا حلّ القضية على وفق ما وصّى به النبيّ عليه الصّلاة و السّلام .

/ ثالثا : الأصل في المرأة كما أخبر ربّنا جلّ و علا هو المكوث في بيتها ، قال سبحانه : "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى" [الأحزاب: 33].

 فلا يجوز للمرأة أن تخالف هذا الأصل إلاّ للضرورة أو الحاجة الشرعية ، روى البخاريّ و مسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت سودة بن زمعة ليلا ، فرآها عمر فعرفها ، فقال : إنّك و الله يا سودة ما تخفين علينا . فرجعت إلى النبيّ عليه الصّلاة و السّلام فذكرت ذلك له و هو في حجرتي يتعشّى ،و إنّ في يده لعرقا ، فأنزل عليه فرُفع عنه و هو يقول : قد أذن الله لكنّ أن تخرجنّ لحوائجكنّ . 

ثمّ إذا هي ألزمتها الضرورة أو الحاجة الشرعية لمخالفة ذاك الأصل فعليها أن تنضبط بالضوابط الشرعية ، بأن تلتزم باللباس الشرعي ، أن تتجنب كلّ ما شأنه أن يثير ويغري كالروائح العطرية ، الالتزام بأدب المسلمة في كلّ شيء لا سيما في كلامها و مشيها ، أن تتجنب خلطاء السوء سواء كانوا من أهل المجون أو أصحاب الفكر الضّال و على رأسهم مرجئة العصر ... .

رابعا : هل الدراسة في الجامعات مسوّغ لخروج المرأة ؟

ليس هو مسوّغ لخروج المرأة و مخالفتها لذاك الأصل ، لا سيما و إمكانيات تعلّمها صارت في هذا العصر متوفّرة دون لجوئها إلى هذا الخروج الّذي هو مسوّغ للإختلاط مع الرجال .

و من جهة أخرى لا يجد المرء في الجامعة و لا سيما في الجزائر إلاّ الفساد الناجم من الإختلاط الفاحش ، و لا فرق في الجزائر بين كونها جامعة إسلامية أو جامعة عادية ، فكلّها تسير وفق تأطير واحد و سياسة واحدة ، ناهيك عن البرامج العلمية الّتي هي دون المستوى المطلوب سواء كانت برامج في الشريعة أو برامج التعليم الأخرى ، فلا يجد الطالب بُغيته من الجامعات إلاّ الحصول على مجرّد شهادات ، و هذا لما ينتهجه النظام من سياسة التجهيل في صورة فتح جامعات ، و رفع نسب الّذين يلتحقون بها لتزيين صورته أمام الرأي العام، و في حقيقة الأمر لا علم و لا سياسة واضحة للتعليم عموما .

خامسا : الإختلاط هو من الأمور المحرّمة سدّا لذرائع كثيرة ، و الوسائل لها حكم المقاصد ، فقد أمر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم أن يُحترز منه في أفضل البقاع ألا و هي المساجد لما رواه مسلم في صحيحه أنّه صلّى الله عليه و سلّم قال : " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " ، مع العلم أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم خصّص بابا للنساء في المسجد ، فإذا كان الإحتراز منه في أفضل البقاء ؛ فكيف بغيرها من البقاع .

سادسا : ذهاب الأخت إلى الجامعة الإسلامية المختلطة بإختيارها أم بأمر من الوالدين ؟ .  

فإن كان باختيارها فننصحها بما نصح به ربّنا جلّ و علا و هو المكوث في بيتها إذ هو خير لها و أصلح لا سيما و أنّ وسائل التعليم صارت و لله الحمد متوفّرة .

أمّا إذا كان بأمر من والديها، ننظر هل ذهابها إلى الجامعة يتطلب سفرا و من ثمّ يستلزم المكوث في الإقامة الجامعية ؟ إذا كان الأمر كذلك ، فننصح الأخت بعدم السفر و الإلتحاق بالجامعة ، و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولما في الإقامات الجامعية من فساد كبير جدّا و العياذ بالله ، فلم يعد الأمر موقوفا على مجرّد الاختلاط في الجامعة ، بل هناك أمور كثيرة لا تأمن الأخت على نفسها الفتنة أبدا .

أمّا إذا كان بأمر من والديها و لا يتطلب دخولها الجامعة سفرا ، فننصحها أوّلا بأن تُحاول إقناع والديها بأنّها لا تريد مواصلة الدراسة ، فإن أبوا إلاّ دخولها الجامعة فهنا نرى أن تطيع والديها مع الالتزم بالضوابط الشرعية المذكورة آنفا ، لأنّ الدراسة في الجامعة المختلطة هو محرّم لغيره و ليس لذاته ، و طاعة الوالدين هو أمر واجب لعينه ، و قال الفقهاء و الأصوليون : ما حُرّم سدّا للذريعة أُبيح للمصلحة الرّاجحة .

لكن على الأخت أن تسعى بكلّ جهدها أن تبقى في بيتها سواء بإقناع والديها أوبأي حيلة تخلصها من هذه الأماكن التي لا تصلح لمثلها ولو بأن تتعمد أن ترسب في الإمتحانات ، و من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه .

سابعا : إذا كانت هذه الدراسة ممّا يؤثّر في العقيدة سلبا فيُمنع منها كل مسلم رجلا كان أوامرأة ، و القاعدة تقول درء المفاسد أولى من جلب المصالح ، فإذا كان الأمر كما تقول الأخت أنّ هؤلاء الأساتذة يبثّون إنحرافاتهم العقدية و المنهجية أثناء التدريس ، فهنا على الطالب عموما أن يُقاطع هؤلاء صيانة لدينه و عقيدته .

أسأل الله العظيم أن يوفق الأخت لما فيه صلاح لدينها و عرضها .
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو حفص سفيان الجزائري


إضغط هنا لوصول سريع للموضوع

كتب الشيخ المطبوعة



القرآن الكريم

القائمة البريدية

ضع بريدك الالكتروني:

مدعوم من فييد برنر

ترجمة المدونة إلى عدت لغات