للإتصال بنا إضغط في هذه الوصلة

أجوبة الشيخ في منبر التوحيد

كتب الشيخ في المنبر

آخر التدوينات

المواضيع الأكثر قراءة

احصائيات المدونة

أحوال الطقس في مدينة عنابة

******************************** الجديد ***********************************


السلام عليكم


نحن في تونس على المذهب المالكي فقهيا و نصلي مرسلي الأيدي, معضم الكهول و الشيوخ تصلي مرسلة الأيدي, و بعض الشباب الذين تعلموا الصلاة من الكتب و من مصادر أخرى تصلي واضعة الأيدي على الصدر أو على السرة, فترى إختلافا في الصفوف بين مرسل و كذا, فما حكم إرسال اليدين في الصلاة علما أننا في تونس لا علاقة لنا بالشيعة لا من بعيد و لا من قريب على حد علمي, و كيف يكون وضع اليدين الصحيح, و هل يجوز الإختلاف عند خروج التونسي من تونس للصلاة في مسجد من مساجد المشرق, علما أن المشارقة كثير ما يخطؤون باعتبارنا شيعة و العياذ بالله.




السائل: بن أبوكبر


المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر



بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد الله أنّ العاقبة للمتّقين ، و أن لا عدوان إلاّ على الظّالمين .





روى مالك في الموطّأ برواية يحي بن يحي اللّيثي ، و هي الرّواية المشهورة بالمغرب الإسلامي ( رقم : 385 ، و له رواية أخرى برقم 384 ) عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد أنّه قال : كان النّاس يؤمرون أن يضع الرّجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصّلاة .   قال أبو حازم : لا أعلم إلاّ أنّه ينمي ذلك . ( أقول : أي يرفعه ) .





و بعد : نشكر أخانا الكريم على سؤاله سائلا الله له و لأهل تونس الفرج .





أمّا مسألة وضع اليُمنى على اليُسرى في الصّلاة أثناء القيام للقراءة فجمهور الفقهاء و المحدّثين على سنّية هذا الفعل ، أمّا مذهب مالك رحمه الله في المسألة فقد إختلفت عنه الرّوايات و كلّها تلتقي عند التأمّل مع ما ذهب إليه الجمهور ماعدا رواية ابن القاسم عن مالك كما في المدوّنة فهي الّتي إعتمدها أهل المغرب في السدل ، و قد أخطأ من فهم من مذهب مالك إستحسان السدل و كراهة الوضع كما سأبيّن بنوع من الإيجاز إن شاء الله تعالى .





أمّا أهمّ الرّوايات عن الإمام مالك الّتي تلتقي مع مذهب الجمهور في سنّية الهيئة الّتي سُئلنا عنها :





روى أشهب عن مالك أنّه قال : لا بأس به في النّافلة و الفريضة .





و روى مطرّف و إبن الماجشون عن مالك أنّه استحسنه ، و في رواية أنّه استحبّه. و هو مذهب أهل المدينة من أصحاب مالك .





و هو ما رجّحه كبار المالكية كابن العربي في أحكام القرآن ، و القاضي عياض في اكمال المعلم بفوائد مسلم ، و ابن عبد البرّ في التمهيد ، و القرافي في الذخيرة ، و ابن رشد في بداية المجتهد ، و ابن جزي في القوانين الفقهية ، و أبو الوليد الباجي في المنتقى و غيرهم .





و للعراقيين من أصحاب مالك روايتين : الأولى هو استحسان هذا الفعل ، و الثانية هو المنع .





و قد إختلف علماء المالكية في تعليل هذا المنع ، و هي الرواية المعتمدة عن ابن القاسم عن مالك ، و الّذي يتأمّل سياقها يلحظ أنّ الإمام مالك كره الوضع في صلاة الفريضة إذا كانت من أجل الإعتماد و جوّز ذلك في النافلة ، أمّا إذا فُعلت من باب إتباع الهدي فإنّ مالكا لا يمنع ذلك بل يستحبّه كما مرّ عنه من روايات أصحابه .





توضيح رواية إبن القاسم عن مالك في المسألة :





روها إبن القاسم في كتابه المدوّنة تحت باب الإعتماد في الصّلاة و الاتّكاء و وضع اليد على اليد ، قال : و سألتُ مالكا عن الرّجل يصلّي إلى جنب حائط فيتّكئ على الحائط ؟ ، فقال : أمّا في المكتوبة فلا يُعجبني ، و أمّا في النّافلة فلا أرى به بأسا .. قال : و قال مالك : إن شاء إعتمد و إن شاء لم يعتمد ، و كان لا يكره الإعتماد ، قال : و ذلك على قدر ما يرتفق به فلينظر أرفق ذلك به فيصنعه.





قال : و قال مالك في وضع اليمنى على اليسرى في الصّلاة ، قال : لا أعرف ذلك في الفريضة ، و كان يكرهه و لكن في النّوافل إذا طال القيام فلا بأس بذلك يُعين به نفسه .إنتهى





فالإمام مالك بهذا سياق يتّضح أنّه يتكلّم عن مسألة الاعتماد بوضع اليد على الأخرى في الصلاة ، فهو الّذي لا يعرفه و كرهه في الفريضة بخلاف النافلة ، أمّا إذا كان وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة من باب اتباع الهدي فالإمام يعرفه إذ رواه في كتابه الموطّأ كما مرّ ، بل و إستحبه كما جاء عن أصحابه .  





و بهذا الفهم كان رأي الدردير من كبار علماء المالكية ، أنظر كتاب حاشية الدّسوقي على الشرح الكبير ( 1 / 250 ) ، قال الزرقاني في شرحه على مختصر خليل ( 1 / 215 ) : أنّ القبض إذا فُعل لغير الإعتماد فلا كراهة . إنتهى





أمّا الوضع الصحيح لليدين فهو أن تضع باطن كفّك اليمنى على ظهر كفّك اليسرى و الرّسغ و الساعد ( كما روى ذلك أبو داود في سننه )، و يُشرع أن تضع ظاهر كفّك اليّمنى على ذراع يدك اليُسرى ( كما رواها البخاري في صحيحه ، و هي الكيفية المروية في حديث مالك كما مرّ ) ، كلّ ذلك ثبت في الهدي النّبوي ، أمّا أين يكون هذا الوضع فوق الصدر أم فوق السّرة أم تحتها ، فأنا أرى بأنّ الأمر واسع ، و إن كان الأقرب هو أن يكون الوضع فوق الصدر ، و الأمر الأبعد أن يكون تحت السّرة ، و هذا التّنوّع مداره على أحاديث هل هي ثابتة عند علماء الفنّ أم غير ثابتة ، و ليس هذا موطن تحرير المسألة .





فأنا أنصح أخانا الكريم أن يلتزم بما كان عليه رسول الله عليه  الصّلاة و السّلام و أصحابه من بعده ، و هو ما عليه المذاهب الأربعة بما فيها مذهب مالك أن يضع اليمنى على اليُسرى بالكيفية المبيّنة أعلاه .





و الله أعلى و أعلم .  
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو حفص سفيان الجزائري


إضغط هنا لوصول سريع للموضوع

كتب الشيخ المطبوعة



القرآن الكريم

القائمة البريدية

ضع بريدك الالكتروني:

مدعوم من فييد برنر

ترجمة المدونة إلى عدت لغات