للإتصال بنا إضغط في هذه الوصلة

أجوبة الشيخ في منبر التوحيد

كتب الشيخ في المنبر

آخر التدوينات

المواضيع الأكثر قراءة

احصائيات المدونة

أحوال الطقس في مدينة عنابة

******************************** الجديد ***********************************

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، حياكم الله 

أرجو منكم الاجابة في أقرب وقت ممكن و الأمر عاجل جدا ، و أثق كثيرا في هذا المنبر ، أخوكم يعيش في بلاد المغرب الإسلامي .
نصّ السؤال :


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أعيش في مدينة يضيق فيها على أهل التوحيد و الجهاد أو ما يسمىّ السلفية الجهادية و يتربص فيها الطواغيت بكلّ من يشك في كونه \"يحمل الفكر الجهادي\" !
و يصعب ـ و أعي جيدا ما أقول يا شيخ ـ فيها الدعوة للعقيدة الصحيحة و للجهاد دون الأخذ بأسباب الأمن ، و أوّلها مشابهة أهل البلد ، و بلغني ممن أثق فيه جيدا أن طواغيت أمن الدولة \"الداخلية\" يدققون جيدا في جوازات السفر إن علموا أنّ الأخ كان قبل ملتحيا و حلق طبعا لحيته للهجرة ففطن أعداء الله إلى هذه الحيلة لإصطياد الإخوة المهاجرين ، فما حكم حلق اللحية في مثل هذه الحالات ، و هل يصح حصر جواز حلق اللحية في حالة الجهاد بالسنان أو الجهاد المسلح أو الهجرة فقط فهذا الحصر منتشر بين كثير من الاخوة و هل من شروط تلزم الحالق في ذاته ، و هل صحيح أن الهدي الظاهر غير مأمور به في دار الكفر التي تغلب عليها الطواغيت و حكموا أهلها بقانون ؟ أرجو منكم الإجابة
اللهم عليك بطواغيت العرب و العجم ، اللهم أهلكهم يا رب العالمين
و جزاكم الله خيرا
انتهى نص الرسالة

السائل: محمود الصعيدي

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله أنّ العاقبة للمتّقين ، و أن لا عدوان إلاّ على الظّالمين .
و بعد : أسأل الله أن يُفرّج الهموم ، و يُنفّس الكروب ، و ينصر الجهاد ، و يهلك الطغاة .


إنّ من أهمّ أسباب الأمان هو الإلتزام بشريعة الإسلام ، هذا ما وصّى به رسول الأنام عليه الصّلاة و السّلام ، و ذلك لمّا وصّى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما و كان يومها دون سنّ البلوغ و مع ذلك وصّاه بقوله صلّى الله عليه و سلّم : " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك " ، فحفظ الشريعة من قبل العبد سببا لحفظ الله تعالى لعبده ، و حفظ الشريعة من قبل الحكومات هو أيضا سببا لحفظ الله تعالى لها ، فمناط الأمان هو الحفاظ على شريعة الإسلام و ليس البُعد عنها. (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )


ثانيا : أخرج الشيخان البخاري و مسلم في صحيحيهما عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه و سلّم أنّه قال: "خالفوا المشركين، وفروا اللّحى، وأحفوا الشوارب ".
فالحديث صريح في وجوب إعفاء اللّحية، وتركها وافرة على حالها، وعدم جواز قصها، أو الأخذ منها.

ثالثا : الأحكام الشرعية كلّها منوطة بقول الله تعالى : " لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا " من سورة البقرة ، و من ذلك إعفاء اللّحية ، فهي أيضا داخلة في عموم هذا النصّ ، و عليه فإنّ ربّنا أباح لنا إرتكاب المحظور للضرورة ، ثمّ قيّد الشرع ونص على أنّ الضرورة تُقدّر بقدرها ، فلا يجوز باسم الضرورة أن يتعدي العبد حدود الله تعالى فعلى العبد أن يميّز بين ما كان من الضرورة الّتي تبيح إرتكاب المحظور بقدره ، و بين ما ليس بضرورة كأن تكون من الأمور الحاجيات أو التحسينيات ، و في ذلك كلّه قال سبحانه : " فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) " من سورة البقرة .

رابعا : أمّا عن ترك الهدي الظاهر في دار الكفر
فلعلك تقصد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم(1/420-421): ( ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الصالحة ).


فهذا يا أخي مضبوط بالمصالح الحقيقية التي ذكرها الشيخ وليس على إطلاقه وهو مقيّد بما إذا خاف العبد على نفسه أو على المسلمين ، قال الله تعالى :" لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) " من سورة آل عمران.


فقوله تعالى : " إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً " أي إلاّ من خاف الكفار في بعض البلدان و الأوقات من شرّهم ، فله أن يتقيهم بظاهره بأن لا يظهر عداوتهم ، لا بباطنه و نيّته ، و قوله تعالى : " وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ " تذكير من الله لهذا العبد أن لا يتعرّض لسخط الله فيتعدّى حدود الله بدعوى الخوف ، و قوله تعالى : " وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ " تنبيه من الله تعالى للعبد أنّ الرجوع إلى الله تعالى ، و قد أحصى أعمالنا فيحاسب و يجازي على ما قدّمنا ، فليحذر العبد أن يلقى الله بأعمال يستحقّ عليها العقوبة ، بل عليه أن يجهد نفسه ليلقى الله بأعمال يستحقّ عليها المثوبة بفضله سبحانه .

خامسا : أنصح أخانا الكريم فرّج الله همّه و همّ سائر المسلمين بأمور على حسب ما ورد في السؤال :


الأمر الأوّل : ذكرت أخي الكريم أنّ المعتدين عندكم يدقّقون فيما إذا كان الأخ ملتحيا ثمّ حلّق لحيته ليتمّ بعد ذلك مضايقته ، فإذا كان الأمر كذلك فما على الأخ إلاّ إعفاء لحيته مادامت المضايقة حاصلة بها أو بدونها ، مع كثرة دعائه لربّه ، و التزامه بشرعه ، فهذا من وسائل تفريج الكُرب ، و قد مرّت بلادنا الجزائر بمثل ذلك فصبرنا على مظهرنا رغم المضايقات الكبيرة ، بل من الإخوة الكرام من خُيّر بين السجن و بين حلق اللحية فاختار السجن ، و منهم من خُيّر بين الوظيفة و بين إعفاء اللّحية فإختار إعفاءها ولذلك بقي هدي المسلمين الظاهر منتشرا في بلادنا رغم ما مرت به البلاد من تضيق وذلك بفضل الله أوّلا ثمّ بفضل صبر كثير من الإخوة و ثباتهم على الحقّ ، و ليس ثمّة سبب آخر كما يتوهّمه الواهمون كدعوى تراجع النظام في الجزائر عن كثير من هذه المضايقات .


الأمر الثاني : أنصح الإخوة في مثل هذه البلدان أن تكون مجالسهم مجالس مصابرة و تثبيت بعضهم بعضا ، لا مجالس تخويف لبعضهم البعض ، حيث ذكرت في سؤالك أنّه بلغك كذا و كذا ، ثمّ أنت أخذت موقفا لمجرّد هذا البلاغ ، و البلاغات ما لم يتثبّت منها الإنسان تكون في مصاف الأخبار الضعيفة .


و أذكّرك بقول الله تعالى : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) " من سورة الكهف .


الأمر الثالث : إذا كان الحال كما ذكرت في بلادكم وقد بلغ هذا المبلغ فيجب حينها الهجرة من هذه الأرض الظّالم أهلها ، فمن كان مخلصا صادقا عازما متوكّلا على الله تعالى سهّل الله له أمره ، قال الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100) " من سورة النّساء
و الله أعلى و أعلم .
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو حفص سفيان الجزائري


إضغط هنا لوصول سريع للموضوع

كتب الشيخ المطبوعة



القرآن الكريم

القائمة البريدية

ضع بريدك الالكتروني:

مدعوم من فييد برنر

ترجمة المدونة إلى عدت لغات