للإتصال بنا إضغط في هذه الوصلة

أجوبة الشيخ في منبر التوحيد

كتب الشيخ في المنبر

آخر التدوينات

المواضيع الأكثر قراءة

احصائيات المدونة

أحوال الطقس في مدينة عنابة

******************************** الجديد ***********************************



بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أعلمكم اخواني بأني أحبكم في الله..

هل يشترط دائما و في كل الحالات عند تكفيرالمعين انتفاء الموانع عنه (الجهل، التأويل، الخطأ، الاكراه)؟ و هل تختلف الموانع -جميعها أو بعضها- حسب نوع 
و شكل الكفرالمرتكب من طرفه (كفر أكبر أو أصغر، مسائل ظاهرة أو خفية)؟
و هل أحكام التكفير كأحكام التبديع و التفسيق؟

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على ما تقدمونه من نصرة للاسلام و المسلمين        و حفظكم من كل مكروه..آمين

و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين


و الحمد لله رب العالمين.

السائل: المهاجر

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله أنّ العاقبة للمتّقين و أن لا عدوان إلاّ على الظّالمين .
و بعد : بداية أعتذر للسائل عن تأخر الجواب و ذلك لإزدحام الأشغال أسأل الله أن يبارك لنا و لكم في الوقت .


ثمّ أقول أحبكم الله الّذي أحببتنا فيه ، و أسأل الله لنا و لكم الثبات في القول و العمل .
و للجواب على سؤال أخينا لابدّ من إستيعاب مسائل :


/ إنّ التكفير و التبديع و التفسيق كلّها أحكام شرعية مردّها إلى الكتاب و السنّة ، و على ما كان عليه السلف الصّالح لهذه الأمّة ، و ليس مردّ هذه الأحكام إلى الأهواء أو العادات أو ردّات أفعال كما صار مُشاعا عند غلاة التكفير أو غلاة التبديع ، قال شيخ الإسلام إبن تيمية ( منهاج السنة 5 / 92 ) : إنّ الكفر و الفسق أحكام شرعية ليس ذلك من الأحكام الّتي يستقلّ بها العقل ، فالكافر من جعله الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم كافرا ، و الفاسق من جعله الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم فاسقا ، كما أنّ المؤمن و المسلم من جعله الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم مؤمنا و مسلما . إنتهى


/ التفريق بين التكفير أو التبديع أو التفسيق المطلق و المعيّن مهم، حيث أن الخلط في هذه الجزئية أدى بأقوام إلى الوقوع في الغلوّ بطرفيه ، سواء الغلو في إنزال الأحكام على من هم برءاء منها ، أو الغلو في الدفاع عمّن هم واقعون في هذه الأحكام ، فكلّ ذلك غلوّ ، فيجب التفريق بين تكفير النّوع و تكفير العين ، و كذا القول في التبديع و التفسيق .


/ لمّا علمنا أنّ التكفير و التبديع و التفسيق من الأحكام الشرعية التي مردّها إلى الكتاب والسنة فلا يجوز تكفير مسلم أو تبديعه أو تفسيقه بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك ، ولا يلزم من إطلاق الكفر أو الفسق أو البدعة على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيّن إلاّ إذا تحققت الشروط وإنتفت الموانع .


/ هذه الموانع و الشروط لا يُتطرّق إليها أثناء الحديث عن تكفير أو تبديع أو تفسيق النوع بل عند إنزال الأحكام على الأعيان . 


/ موانع التكفير أو التبديع أو التفسيق تختلف من مسألة إلى أخرى و من شخص إلى آخر ، و عليه فليس للعاميّ أن يتجرّأ على هذه الأحكام الشرعية ؛ نعم ثمّة من تكفيره أو تفسيقه أو تبديعه أمر جليّ ظاهر لا يحتاج إلى إجتهاد ، مثلا في مسألة التكفير : الكفار الأصليون ، و كذا من استهزأ بالله العظيم ، أو بأحد الأنبياء و هو يعلم انّه نبيّ أو بدين الإسلام .


و مثلا في التبديع أصحاب الشطحات من بعض الطرق الصوفية .
و مثلا في التفسيق شُرّاب الخمور و أصحاب الزنا .
ثمّ أقول لأخينا السائل كنتُ قد فصّلتُ الكلام في هذه المسألة في كتابي بعنوان : رسالة في الإيمان و الكفر ، فراجعها ، كما أسأل الله تعالى أن يوفقني لإخراج كتاب آخر في نفس الموضوع كنتُ قد أنهيتُ من كتابته منذ سنين بعنوان : ضوابط التجريح .
و الله أعلى و أعلم



أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو حفص سفيان الجزائري


إضغط هنا لوصول سريع للموضوع

كتب الشيخ المطبوعة



القرآن الكريم

القائمة البريدية

ضع بريدك الالكتروني:

مدعوم من فييد برنر

ترجمة المدونة إلى عدت لغات