أجوبة الشيخ في منبر التوحيد
كتب الشيخ في المنبر
آخر التدوينات
المواضيع الأكثر قراءة
احصائيات المدونة
أحوال الطقس في مدينة عنابة
الجواب الرابع عشر
11:15 ص
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أعلمكم اخواني بأني أحبكم في الله.. هل يشترط دائما و في كل الحالات عند تكفيرالمعين انتفاء الموانع عنه (الجهل، التأويل، الخطأ، الاكراه)؟ و هل تختلف الموانع -جميعها أو بعضها- حسب نوع و شكل الكفرالمرتكب من طرفه (كفر أكبر أو أصغر، مسائل ظاهرة أو خفية)؟ و هل أحكام التكفير كأحكام التبديع و التفسيق؟ بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على ما تقدمونه من نصرة للاسلام و المسلمين و حفظكم من كل مكروه..آمين و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين. |
السائل: المهاجر |
المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر | |
بسم الله الرحمن الرحيم و بعد : بداية أعتذر للسائل عن تأخر الجواب و ذلك لإزدحام الأشغال أسأل الله أن يبارك لنا و لكم في الوقت . ثمّ أقول أحبكم الله الّذي أحببتنا فيه ، و أسأل الله لنا و لكم الثبات في القول و العمل . و للجواب على سؤال أخينا لابدّ من إستيعاب مسائل : / إنّ التكفير و التبديع و التفسيق كلّها أحكام شرعية مردّها إلى الكتاب و السنّة ، و على ما كان عليه السلف الصّالح لهذه الأمّة ، و ليس مردّ هذه الأحكام إلى الأهواء أو العادات أو ردّات أفعال كما صار مُشاعا عند غلاة التكفير أو غلاة التبديع ، قال شيخ الإسلام إبن تيمية ( منهاج السنة 5 / 92 ) : إنّ الكفر و الفسق أحكام شرعية ليس ذلك من الأحكام الّتي يستقلّ بها العقل ، فالكافر من جعله الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم كافرا ، و الفاسق من جعله الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم فاسقا ، كما أنّ المؤمن و المسلم من جعله الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم مؤمنا و مسلما . إنتهى / التفريق بين التكفير أو التبديع أو التفسيق المطلق و المعيّن مهم، حيث أن الخلط في هذه الجزئية أدى بأقوام إلى الوقوع في الغلوّ بطرفيه ، سواء الغلو في إنزال الأحكام على من هم برءاء منها ، أو الغلو في الدفاع عمّن هم واقعون في هذه الأحكام ، فكلّ ذلك غلوّ ، فيجب التفريق بين تكفير النّوع و تكفير العين ، و كذا القول في التبديع و التفسيق . / لمّا علمنا أنّ التكفير و التبديع و التفسيق من الأحكام الشرعية التي مردّها إلى الكتاب والسنة فلا يجوز تكفير مسلم أو تبديعه أو تفسيقه بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك ، ولا يلزم من إطلاق الكفر أو الفسق أو البدعة على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيّن إلاّ إذا تحققت الشروط وإنتفت الموانع . / هذه الموانع و الشروط لا يُتطرّق إليها أثناء الحديث عن تكفير أو تبديع أو تفسيق النوع بل عند إنزال الأحكام على الأعيان . / موانع التكفير أو التبديع أو التفسيق تختلف من مسألة إلى أخرى و من شخص إلى آخر ، و عليه فليس للعاميّ أن يتجرّأ على هذه الأحكام الشرعية ؛ نعم ثمّة من تكفيره أو تفسيقه أو تبديعه أمر جليّ ظاهر لا يحتاج إلى إجتهاد ، مثلا في مسألة التكفير : الكفار الأصليون ، و كذا من استهزأ بالله العظيم ، أو بأحد الأنبياء و هو يعلم انّه نبيّ أو بدين الإسلام . و مثلا في التبديع أصحاب الشطحات من بعض الطرق الصوفية . و مثلا في التفسيق شُرّاب الخمور و أصحاب الزنا . ثمّ أقول لأخينا السائل كنتُ قد فصّلتُ الكلام في هذه المسألة في كتابي بعنوان : رسالة في الإيمان و الكفر ، فراجعها ، كما أسأل الله تعالى أن يوفقني لإخراج كتاب آخر في نفس الموضوع كنتُ قد أنهيتُ من كتابته منذ سنين بعنوان : ضوابط التجريح . و الله أعلى و أعلم | |
|