للإتصال بنا إضغط في هذه الوصلة

أجوبة الشيخ في منبر التوحيد

كتب الشيخ في المنبر

آخر التدوينات

المواضيع الأكثر قراءة

احصائيات المدونة

أحوال الطقس في مدينة عنابة

******************************** الجديد ***********************************


بسم الله الرحمن الرحيم

أساس الوحدة الشرعية
الحمد الله أنّ العاقبة للمتّقين ، و أن لا عدوان إلاّ على الظّالمين .
و بعد : يرفع كثير من الجهات كلّ مرّة في كثير من البلدان  شعار الوحدة الفاقدة للمصداقية في غالب الأحيان حيث تفقد الأرضية الّتي تقوم عليها ، و ذلك لأنّه لا يُراد من هذا الشعار البرّاق عند كثير من هؤلاء إلاّ خدمة لأجندات معيّنة ، إمّا أجندة أنظمة مستبدّة لتبقى في إستبدادها على الشعوب المسلمة ، أو أجندة الإحتلال الغاشم حتّى يُظهروا أنّ الأعداء ما إحتلّوا أرضنا إلاّ خدمة لشعوبنا ، و إمّا أجندات أحزاب و هيئات لإستحقاقات إنتخابية ضيّقة أو اللّعب على عواطف الشعوب من أجل إستقطابهم .
أمّا الإسلام فلمّا حثّ على الوحدة جاء به كمشروع يخدم الأمّة ، يقوم على أساس معلوم ليس بمبهم و هو الشريعة الكاملة الّتي رضيها الله لهذه الأمّة نعمة منه سبحانه عليهم ، قال تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً " .
و لبيان هذا الإجمال أقول مستعينا بالله الرحمن :
قال الله تعالى : " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) " ، من سورة الأنبياء ، هذه الآية الكريمة جاءت بعد ذكر قصص جملة من الأنبياء ، فأوضح الله سبحانه أنّ هؤلاء الرسل و الأنبياء المذكورين هم أمّتكم و أئمّتكم الّذين بهم تأتمّون ، و بهديهم تقتدون ، فكانوا كلّهم على دين واحد ، يعبدون ربّا واحدا ، و لهذا قال : " وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ، فكان اللائق الإجتماع على هذا الأمر و عدم التفرق فيه ، لكن أبى النّاس إلاّ التفرق و التشتت ، و على هذا قال سبحانه : " وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) " فقوله : " وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ " ، أي تفرّقوا و تحزّبوا ، كما قال تعالى من سورة المؤمنون : " فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) "  ، و قوله : "  كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ " أي كلّ الفرق راجعة إلى الله يوم القيامة فيُجازيهم بما كسبوا .


فالإسلام دين موحّد للبشرية أنزله الخالق و هو أعلم بما يُصلح الخلق ليكون أي هذا الدّين رحمة للنّاس كافّة ، إذ هو قائم على أداء الحقوق لمستحقّيها و أعظم هذه الحقوق هي عبادة الله و الخضوع لشرعه ، فهذه العبادة لله تعالى و التحاكم إلى شرعه هو السبيل الأمثل و الأوحد لتوحيد كلّ البشر .
أمّا أنّ الإسلام هو رحمة للبشرية فقوله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) " من سورة الأنبياء .
 و أمّا أنّ أعظم الحقوق الّتي لابدّ أن تؤدّى لمستحقّها ، قال الله تعالى : " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) " من سورة يوسف .

فالإسلام جاء ليقرّر أنّ الرابطة الإيمانية ، و الأخوّة الإسلامية تقوم مقام العصبية للجنس و العصبية للوطن ، و العصبية للقوميات ، بل و مقام العصبية للنسب ، لأنّ كلّ هذه العصبيات الجاهلية هي معاول هدم للبشرية ، أمّا الرابطة الإيمانية و الأخوّة الإسلامية و التعصب لهما لهو السبيل الوسط و المنهج الأقوم لإسعاد البشر ، روى البخاري في صحيحه في كتاب المظالم ، من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " .
 و عنه في كتاب الأداب ، من طريق النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ترى المؤمنين ( و عند مسلم : مثل المؤمنين ) : في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى " .
 إنّ الإسلام هو الموحّد الواقعي الحقيقيّ لهذه الأمّة ، قال تعالى : " " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " . من سورة آل عمران .
بيّن الله من خلال هذه الآية أنّ الأساس الوحيد الّذي يُحقق الوحدة بين أفراد و جماعات هذه الأمّة هو الخضوع لشرع الله تعالى ، " فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً " ، أي بنعمة الإسلام صار أصحاب النبيّ عليه الصّلاة و السّلام إخوانا بعدما كانوا أعداء نتيجة العصبية للقومية و العصبية النسبية ، ذابت كلّ هذه العصبيات لمّا جاءهم الإسلام دين الله تعالى ، و هكذا الشأن لكلّ من أتى بعد زمن الصحابة من الأجيال و الأقوام قال تعالى : " فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) " من سورة البقرة .                                                        
فكلّ من أراد توحيد الأمّة على شعارات جوفاء ، أو مناهج خرقاء فعبثا يُحاول إذا كان صادقا في شعار الوحدة ، فكيف بأنّ غالبهم ما رفعوا هذا الشعار إلاّ زيفا و تدليسا كما مرّ بيانه آنفا ، بل إنّ الشعارات الجاهلية القائمة على غير شريعة الله هي المُفرّقة بين أفراد الأمّة بل بين الشعوب " وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ "
و لمّا كان الخلاف بين الأنام هو أمر حتميّ ، لإختلافهم في مداركهم و قُدرات إستعابهم و لإختلاف مشاربهم ، جعل الله الأساس الّذي إليه يعودون عند هذا الإختلاف الّذي يُعتبر أي هذا الأساس صمّام الأمان لهذه الوحدة ، قال تعالى : " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " ، هذا الردّ للمسائل المُتنازع عليها إلى الكتاب و السنّة لا يقدر عليه إلاّ الّذين ءامنوا بالله العظيم و أنّه هو الحكم و إليه الحُكم ، و ءامن باليوم الآخر و أنّه يوم يرجع المختلفون إلى الله فيه فيُجازيهم على ما كسبوا ، و إنّ من الكبر و الغرور من يردّ المسائل المُتنازع عليها بين أفراد و جماعات هذه الأمّة إلى غير شريعة ربّها ، قال تعالى : " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) " من سورة الشورى  
كما أنّ الله سبحانه أمر بالوحدة ، و بيّن أساسها ، و صمّام أمانها ، حذّر من الفرقة و أوضح السُبل المؤدّية إليها ، قال تعالى :  " وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) " . من سورة آل عمران .
حذّر الله من خلال هذه الآية عن الفرقة و الإختلاف بعد ظهور الحقّ و سبيل النجاة ، و على هذا رتّب على هذا النوع من الإفتراق عذابا عظيما في الآخرة و ذلاّ و شقاء في الدنيا ، ثمّ أوضح أنّ الملامة تقع على من خالف الشرع ، لا على من تمسّك به و إن كان عنصرا من عناصر الفرقة و ركنا من أركان الإختلاف ، فالّذين خالفوا الشرع و أعرضوا عن التحاكم إليه هم المختلفون حقّا المفرّقون للأمّة لا من تمسّك بما أمر الله تعالى الّذي هو حقا مصدر وحدتها كما مرّ ، و لهذا قسّم الله المختلفين إلى قسمين قسم تسودّ وجوههم و قسم تبيضّ وجوههم ، فليسوا على رتبة واحدة و إن إشتركوا في تسميتهم أنّهم متفرّقون و مختلفون ، فليس من خالف و فرّق على أساس شرع الله و التمسك به ، مع من تفرّق و خالف على أساس قوانين كافرة و أجندات إستغلالية و عصبيات جاهلية .
لم يكتف الله تعالى في التحذير من الفرقة بل بيّن سبحانه الركيزة المُفرّقة للأمّة بل لكلّ البشرية ، فقال : " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " . من سورة المائدة .
فسبب العداوة و البغضاء الحاصلة في صفوفهم هو نسيانهم حظّا ممّا ذُكّروا به ، أي تركهم العمل بشيء يسير ممّا أمرهم الله به ، فكيف إذا تركوا الشرع كلّه و حكّموا قوانين مبنية على أسس جاهلية ؟؟ ، مع العلم أنّ الإعراض عن جزء من الشرع هو الإعراض عن الشرع كلّه ، قال تعالى : " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) " من سورة البقرة
إنّ ترك التحاكم إلى كتاب الله و إلى سنّة رسول الله هو مصدر الأساس للفرقة و الشتات ، فكيف يغفل النّاس ممّن أوتوا علما عن هذا الأصل ثمّ يتحمّسون إلى شعار الوحدة إذا رُفع من جهات مُعطّلة لشرع الله تعالى ، ألا يُدركون أنّ تعطيل الشرع هو مصدر الفرقة ؟ هذا ما أخبر به ربّنا جلّ و علا .
و ما يجب التنبه له ليس كلّ إختلاف في شريعتنا مذموم ، بل الإختلاف المذموم هو ما يُطلق عليه خلاف التضاد أي كلّ خلاف لم يُبن على أسس شرعية معتبرة ، و إلاّ فثمّة أنواع أخرى من الخلاف لا تدخل في قسم المذموم إلاّ في حالة التعصب و الإباء عن التحاكم إلى الشرع .
بعد هذا البيان الّذي يحتاج بدوره إلى تفصيل - أرجو أن أكون ممّن وفّقهم الله لتفصيل هذه المسألة أكثر في كتابي " وقفة مع حديث إفتراق الأمّة " يسّر الله طبعه أو نشره – أوجّه ندائي إلى الحركات و الجماعات و الهيئات الإسلامية الّتي ترفع شعار الوحدة بين الأمّة سواء في قطرها أو في إقليمها أن يوضّحوا لغيرهم ممّن توجّه لهم هذه الشعارات : هذه الوحدة المنشودة على أيّ أساس تقوم ؟ هل على أسس شرعية أم على أسس جاهلية ، إذ كلّ ما خالف الشرع فهو جاهليّ لقول الله تعالى : " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) " من سورة المائدة .
قد يقول قائل على أيّ إسلام تكون على أساسه الوحدة ؟ .
الجواب : الإسلام الّذي أنزله الله على رسوله صلّى الله عليه و سلّم و ترجمه أصحابه إلى واقع عمليّ ، الإسلام على فهم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و من سلك دربهم و إنتهج نهجهم ، و إقتفى آثارهم ، و هذا ما دلّ عليه ربّنا جلّ و علا ، من ذلك قوله سبحانه : " فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) " من سورة البقرة .
و قال تعالى : " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) " من سورة التوبة .
روى البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات ، عن عبد الله رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " خير النّاس قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم " .
هذا الإسلام الّذي من إبتغى غيره لن يُقبل منه ، و ليس إسلام جهم بن صفون و واصل بن عطاء و الجعد بن درهم و من سلك دربهم فحرّفوا النصوص عن مدلولاتها الشرعية بتقديمهم العقول القاصرة على نصوص ربّانية .
و ليس إسلام المستشرقين و المستغربين ، الّذين أرادوا تفهيم الإسلام على وفق المدرسة الغربية على إختلاف إتّجهاتها لينالوا من المسلمين بعد ذلك ، إذ علموا إنّ عزّة المسلمين في إسلامهم .
 و ليس إسلام من أراد إخضاع النصوص الشرعية لسياسات فاسدة بإسم المصلحة حتّى صيّروا هذه المصلحة صنما يُعبد من دون الله ، فميّعوا الشريعة ، و ساهموا في تعطليها ، و سكتوا السكوت السلبي على إنتهاكات الصلبيين و إعتدائهم على أراضينا و أعراضنا و ثرواتنا ، كلّ ذلك بذريعة فقه المآلات و علم المقاصد هكذا يفترون الكذب و هم يعلمون ، خلّطوا بين المصالح الشرعية المرعية و بين الفكر المُنهزم الّذي يحملونه .
الوحدة في الإسلام بين أفراد و جماعات الأمّة أساسه معلوم ليس بمبهم كما هو في شعارات كثير من الأقوام ، أساس الوحدة بين أفراد و جماعات الأمّة هو العودة إلى الإسلام فهما و سلوكا و حكما ، و صمّام أمان هذه الوحدة هو الخضوع لشرع الله تعالى و الإستسلام لأمره و نهيه .
أمّا الشعارات الجوفاء و الإديولوجيات الجاهلية و الأفكار المنحرفة كلّ ذلك يُساهم في فرقة الأمّة و إذلالها .

أبو حفص سفيان الجزائري
01 محرّم 1431 هج


إضغط هنا لوصول سريع للموضوع

كتب الشيخ المطبوعة



القرآن الكريم

القائمة البريدية

ضع بريدك الالكتروني:

مدعوم من فييد برنر

ترجمة المدونة إلى عدت لغات