للإتصال بنا إضغط في هذه الوصلة

أجوبة الشيخ في منبر التوحيد

كتب الشيخ في المنبر

آخر التدوينات

المواضيع الأكثر قراءة

احصائيات المدونة

أحوال الطقس في مدينة عنابة

******************************** الجديد ***********************************


السلام عليكم إخوتي في الله ورحمة الله وبركاته أما بعد..

أودّ الإشارة إلى أنه إذا كان بالإمكان أن يردّ أخي \"أبو محمد المقدسي\" فسأكون ممتناً لكم, وإن لم يكن يستطيع أو عنده عذر فجواب إخوتي الباقين سيكون شافياً بإذن الله.

أعلم كما يعلم كثير من إخواني الزائرين لهذا المنبر الكريم أنكم حريصون على نشر الشريعة الإسلامية الحقّة البعيدة عن الهوى والذي لا يخفى على كل عاقلٍ يقرأ ما تكتبونه؛ وذلك لأنكم لا تفتون فقط كما يفعل أمثال... (يفتي بهواه) بل تُعطون الأدلة من القرآن والسنّة.
 
هذا ليس لمدحكم ولكن لقول الحقيقة وإنّي _والله شاهدٌ على ما أقول_ أدعو الله أن يُوفقّكم ويهدينا وإيّاكم دائماً وأبداً إلى الصراط المستقيم وأن يرفع رايتنا, راية لا إله إلا الله. أما بعد..

إسمحو لي إخواني في طلب مساعدتكم في أمرٍ يُقلقني منذ فترة..

القصّة: عندي أخي الكبير يُريد أن يستلف قرضاً ربويًّا من البنك (طبعاً بعد التكلم معه أنا والعائلة كلها على أن هذا ربا وأنه لايجوز, لم يستمع إلى أحد, وهو ماضٍ قدماً نحو هذفه الذي يدفعه الشيطان إليه).
 
والموضوع أنني الآن بلا عمل, وبما أنني كذلك, قرّر أن يأخذ ذاك القرض الربوي ويفتتح به مشروعاً صناعيًّا كي أعمل به وأديره.
 
يُذكرُ أن الذي يقوم بالبحث عن الشركات والاتصال بها والبحث عن المواد الأولية وإلى ما هنالك من احتياجاتٍ لافتتاح ذاك المشروع الصناعيّ هو أنا.

السؤال الأول: فهل مساعدتي له تُعدُّ مساعدةً له على أخذ القرض (لأنه بدوني لا يستطيع عمل شيء لأنه مرتبط بعملٍ أصلاً)؟ وبالتالي دخولي في الحرام الربوي؟
ملاحظة: وأريدكم أن تتطرّقو لها في جوابكم على هذا السؤال لو سمحتم: أنّ كثيراً من الشركات الموجودة في العالم (إلاّ مَن رحِم ربّي) التي يعمل الناس بها بشكلٍ عام تأخذ قروضاً من البنوك. 

وأنا بالفعل كنت نائباً لمدير شركة في السابق, وكنت مطّلعاً على ما كانو يأخذونه من قروضٍ.

السؤال الثاني: فإذا كان الجواب بنعم على السؤال الأول, والذي هو أنّ ما أقوم به من مساعدةٍ لأخي هو مساعدتهُ على أخذ قرضٍ ربوي. فهل تعد هذه المساعدة وعملي عند شركة ما سواء ؟؟
 
أدعوكم إخوتي في الله أن لا تُطيلو عليّ, فأنا وأخي في شجارٍ دائماً على هذا الموضوع وأريدُ أن أضع حدًّا له.
 
أفيدونا أعاننا الله وإيّأكم علبى هذه الذنيا الفانية والصعبة.


السائل: annoor

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أنّ العاقبة للمتّقين و أن لا عدوان إلاّ على الظّالمين .
و بعد : أسأل الله العظيم أن يفكّ أسر أخينا الشيخ أبي محمد المقدسي و أن يثبته على الحق و يرزقه و أهله الصبر .

أقول بداية نيابة عن إخواني المشايخ : اللّهم لا تؤاخذنا بما يقولون ، و اجعلنا خيرا ممّا يظنون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون .

أخي الحبيب :

أوّلا : ما يجب أن يدركه المسلم الّذي رضي بالله ربّا و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا ، أنّ معنى إسلام العبد إلى الله تعالى هو استسلامه و خضوعه إلى شرعه ، فكلّما كان العبد خاضعا مستسلما لربّه كمُل إسلامه ، و ابتعاد العبد عن هذا الخضوع و الاستسلام يكون بين الفسق و الكفر .

و الربا هو ممّا حرّمه الله تعالى في كتابه و نبيّنا محمد صلّى الله عليه و سلّم في سنّته و الإجماع منعقد على حرمة الربا ، قال الله تعالى : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) " من سورة البقرة .

و إنّ من أخطر أنواع الربا هو ربا النسيئة و هو النوع الّذي تتعامل به البنوك الربوية ، ومعنى رباالنسيئة هو الزيادة المشروطة الّذي يأخذها الدائن أو البنك من المدين نظير التأجيل ، و هذا النوع من الربا هو محرّم في كلّ الشرائع الّتي سبقت الشريعة الّتي أنزلها الله على رسوله محمد صلّى الله عليه و سلّم .

ثانيا : من حسن ظنّنا بربّنا أنّه سبحانه لا ينهانا عن شيء إلاّ و فيه مفاسد في الدنيا و الآخرة علمها من علمها و جهلها من جلها .

و المفاسد الناجمة من الربا صارت من الأمور المعلومة عند الناس كلّ الناس كافرهم و مسلمهم ، و لاسيما نوع التعامل الّذي تسأل عنه ، فما من إنسان أقرض من بنك قرضا ربويا ليفكّ أزمة عن نفسه كما يزعم إلاّ ابتلاه الله بالهموم و الغموم إضافة إلى الإفلاس ، فهو أذان بحرب من الله و رسوله لو كان ثمّة تأمّل .

ثالثا : من فضل الله على عبده المسلم أنّ من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه ، قال سبحانه : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) " من سورة الطلاق .

و قد جاء في السؤال أنّ الأخ الّذي يريد هذا القرض الربوي ليس عاطلا عن العمل ، فليتق الله و ليكتفي بالحلال ، و ليقتنع بما رزقه الله تعالى من حلاله فهذا مجلوب للبركة .

رابعا : لا يُشرع للأخ السائل أن يعين أخاه على الحرام ، بهذا أمرنا الله تعالى حيث قال : : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) " من سورة المائدة .

خامسا : فرق بين كونك تتعاون مع أخيك لإنشاء شركة قائمة على قرض ربوي ، و بين كونك موظف عند شركة تتعامل في الحلال إلاّ أنّها لها ارتباطات مع البنوك الربوية كما تفرضه القوانين الوضعية الجائرة .

فالأوّل هو الّذي لا يُشرع الإقدام عليه ، أمّا الثاني فلا يُسأل الموظّف عمّا هو خارج عن وظيفته ، و هنا لا بدّ من تجلية المسألة :

المال الحرام قسمان : قسم محرم لذاته ، و قسم محرم بالكسب .

فما كان حراما لذاته يجب التخلّص منه ، و ما كان حراما بالكسب ، فإذا تغيّر الكسب صار مباحا ، مثال ذلك : إنسان يتعامل بالربا ، فالمال الّذي اكتسبه هذا الإنسان من الربا هو مال حرام لكن الحرام ليس هو ذات المال بل صار حراما بتعامله بالربا ، هذا المال الّذي كان حراما بالكسب أي بتعامله بالربا ، لو اشترى به سلعة ، هل نقول لصاحب السلعة أنّ هذا المال حرام عليك لأنّ صاحبه اكتسبه من الربا ؟ ، لا ، لأنّ صاحب السلعة اكتسب هذا المال من الأوّل بمعاملة صحيحة ، فهو لا يُسأل من أين هذا المال ، بل يُسأل من أين هو اكتسب هذا المال ، فالمال واحد كان عند الأوّل حراما ، و عند الثاني حلالا ، و ذلك لأنّ الأوّل اكتسبه من الحرام ، و الثاني اكتسبه من الحلال .

و الله أعلى و أعلم.
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو حفص سفيان الجزائري


إضغط هنا لوصول سريع للموضوع

كتب الشيخ المطبوعة



القرآن الكريم

القائمة البريدية

ضع بريدك الالكتروني:

مدعوم من فييد برنر

ترجمة المدونة إلى عدت لغات